الخميس، 19 ديسمبر 2013

الحوطة وتبن تدشن الهبة الشعبية بمسيرة جماهيرة غفيرة

لحج ( رشد) 19/12/2013 
الحوطة وتبن تدشن الهبة الشعبية بمسيرة جماهيرة غفيرة 
خرجت جماهير الشعب الجنوبي في مديريتي الحوطةوتبن في مسيرة جماهيرية غفيرة كاعلن لتدشين الهبة الشعبية المتوقع حدوثها في جميع انحاء مناطق الجنوب المحتل وقد طافت الجماهير ارجاء مدينة الحوطة منطلقة من جولة الشهيد العسيري لتستقر في ساحة التحرير والإستقلال في قبل مدينة الحوطة حيث تم تلاوت البيان الصادر عن اللجنة التنسيقية للهبة الشعبية في مديريتي الحوطة وتبن والتي دعت من خلاله اللجنة التنسيقية ابناء الجنوب العاملين في الأجهزه الأمنية في مديريتي الحوطة وتبن الى اعلان انظمامهم للهبة الشعبية ورفع أعلام الجنوب على مباني إداراة الأمن وكذلك دعت كافة مدراء المدارس في مديريتي الحوطة وتبن الى رفع أعلام الجنوب على المدارس .. كما اكد البيان ان الثورة الجنوبية سلمية وستضل محافظة على سلميتها وان هبتها الشعبية لن تحيد عن قرار الشعب الجنوبي في سلميتي نضاله حتى التحرير والإستقلال واكد البيان على ان يوم غداً ستكون صلاة الجمعة في الساحة وستنطلق عقب الصلاة مسيرة جماهيرية كبرى .

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

لأحزاب السياسية في اليمن تشهر خطّها الأحمر في وجه شعب الجنوب


أين يقع الخط الفاصل بين مصالح الشعب الجنوبي
ومصالح أرباب النفوذ في الشمال ؟
 
 
د. فارس سالم الشقاع
الإمارات العربية المتحـدة
 
أشهرٌ مضت والقوم يتجادلون في قاعات فندق موفنبيـك. على جدول الأعمال العديد من القضايا. كان ذلك إخراجا مقصودا الغرض منه "حشـْـر " مصالح شعب بأكمله ألا وهو شعبنا الجنوبي داخل هذا الخليط العجيب من القضايا السياسية والحقوقية الخاصة بالشمال. لكن الأمور لم تسـِـر كما خطط لها. فالصمود الرائع لشعبنا الجنوبي ، وصوته المرتفع عاليا ، وحشـوده المليونية المتعددة ، كل هذا قـد فاجأ الطغاة في الشمال ، وأربكهم ، وأوقعهم في حيرة من أمرهم.
 
كان ذوو النفوذ في الشمال قد ابتهجوا فرحا بقـدوم فصيـل من فصائل الحراك الجنوبي للمشاركة في مؤتمر الحوار. كانوا يظنـون أن مشاركة هذا الفصيل ستكون حجـّـة على الأطراف الجنوبية "المتطرفة" المطالبة بفك الارتباط والاستقلال ، وأن ذلك سيعزز فرصة انتزاع موقف اقليمي  ودولي قوي "يقطرس" قضية الجنوب ويضعها في سلة القضايا الأخرى فيضعفها ويقلل من شأنها وينفي كونها قضية مستقلة ترتبط بالوحدة السياسية بين دولتي الشمال والجنوب ولاشأن لها البتـّـة بالقضايا الداخلية للشمال.     
 
ويوم الجمع التقت كل الأطراف داخل موفنبيك ، وألقى كل طرف رقاقته على المائدة. وتنافست الأحزاب في إظهارخلافاتها حول قضية الجنوب ، أين بدأت المشكلة ، وكيف سـارت، وماذا آلت اليه، ومن هو المتســبب ، ومن هو المذنب..الخ. ولكن كل هذا الخلاف الذي ينأى كل طرف من أطرافه بنفسـه عن جريمة التآمر على الوحدة ، وجريمة تدمير الجنوب ونهبه وسحق أبنائه ، وكل هذا الجـدال العقيـم كان لابـد له أن يفضـي الى نقطة جوهرية واحـدة ألا وهي .. وماذا بعـد ؟  ماهو الحل المقترح لديكم أيتها الأحزاب لشعـب يطالب بحقه في استعادة دولته وسيادته على أرضه ؟  
 
هذا السـؤال هو السؤال القاصم للظهر ، هذا هو الامتحان الحقيقي الذي تصمد أمامه الكلمة الصادقة الشجاعة ، وتسقط الكلمة المخادعة الجوفاء. هذا هو الحق الذي يصيب العبارات الواهية ، الفارغة المضمون مهما تزينت برونق زائف ، فيبرز ركاكتها ويجعلها تتساقط وتضمحل بلا معنى.
وتكمن أهمية هذا السؤال في كونه يلخص أمرا جوهريا مفاده هل لشعب الجنوب الحق الكامل في السيادة على أرضه واستعادة دولته والحفاظ على هويته الوطنية أم لا ؟
 
اللعب حول عدد الأقاليم فكرة ٌماكرة ٌخادعة
 
في إطار بحثها عن مخرج مناسب لفك الارتباط بين الشمال والجنوب يحافظ على أواصر الإخاء بين الشعبين ، ويصون علاقات المودة وحسن الجوار، كانت قيادات جنوبية قد دعت منذ فترة الى بناء شكل فيدرالي بين الجنوب والشمال لزمن محدود مابين الثلاث والخمس سنوات يتبعه استفتاء لشعب الجنوب يتمتع فيه بقول كلمته الفصل في تقرير مصيره سواء بالاستمرار في الوحدة الفيدرالية مع الشمال أو بفك ارتباطه عنه واستعادة دولته السابقة. وقد حمل فصيل جنوبي ألا وهو "مؤتمر شعب الجنوب" هذا المطلب الى مؤتمر الحوار في صنعاء ، وكان رأي قادة هذا الفصيل واضحا لا لبس فيه وهو أننا استجبنا للمشاركة في هذا الحوار سعيا منا لتحقيق مطلب شعبنا في استعادة دولته وسيادته على أضه.
 
وما إن وصل الحوار حول القضية الجنوبية الى هذه النقطة حتى بدأت الأحزاب السياسية تكشف عن حقيقة موقفها إزاء شعب الجنوب ، محاولة أن تستمتع بخلق لعبة غبية تدور حول عدد الأقاليم. وفي مظهر ينم عن الكثير من المكر والخداع انبرى قادة الأحزاب السياسيـة : المؤتمر والاصلاح والاشتراكي والناصري يتجادلون ، ويتنافسـون ، ويحتدون على بعضهم البعض بشـأن الرقم الأنسـب لعدد أقاليم النظام الفيدرالي ، إقليمان ، أم ثلاثة ،أم خمسة ، أم عشـرة أقاليم ، ساعين بكل ماأوتوا من قوة الى إفراغ المطلب الجنوبي من مضمونه الرئيسي ألا وهو حق شعـب الجنوب في تقرير مصيره.
 
وهكذا نجد حزب المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والتنظيم الوحدوي الناصري يعترضون على مقترح النظام الفيدرالي من اقليمين شمالي وجنوبي ، ويرون في ذلك مدخلا خطيرا يؤدي الى انفصال الجنوب ولذا فهم يدفعون بخيار خمسة أقاليم متداخلة.
 
وخلافا لهؤلاء تتدثر قيادات الحزب الاشتراكي برداء زائف وتنبري للدفاع عن خيار الاقليمين سعيا منها لإظهار نفسها بمظهر المتعاطف مع شعب الجنوب والداعم لمطلب بعض قياداته.
 
أين يكمن الخط الفاصل بين مصالح الشعب
الجنوبي ومصالح ذوي النفوذ في الشمال؟
 
كل هذا الجدل العقيم الذي تتجاذب أطرافه الأحزاب السياسية حول عدد الأقاليم في النظام الفيدرالي المقترح بين الشمال والجنوب إنما هدفه طمس المضمون الرئيسي لمقترح الطرف الجنوبي المشارك في حوار صنعاء ألا وهو الإقرار بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره بعد فترة لا تزيد عن خمس سنوات كحد أقصى من إقامة  النظام الفيدرالي. فالإعتراف بحق شعبنا الجنوبي في تقرير مصيره هو الخط الفاصل بين مصالح شعبنا وبين مصالح ذوي النفوذ في الشمال وليس عدد أقاليم النظام الفيدرالي.  عند هذا الخط ، وأمام مطلب شعبنا في نيل حقه في تقرير مصيره تتساوى كل الأحزاب سواء المؤتمر أو الإصلاح أو الناصري أو الاشتراكي في رفضها له.
 
نعم ، حتى قيادة  الحزب الاشتراكي التي تحاول أن تسـوّق نفسها أنها تقف الى جانب شعب الجنوب من خلال تبنيها لخيار الاقليمين ، ترفض رفضا قاطعا التسليم بحق شعبنا في تقرير مصيره. فقد أشار الأمين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان في مقابلة مع صحيفة "26 سبتمبر" نشرتها بتاريخ 26 سبتمبرالمنصرم ، الى أن مشروع حزبه لا يتحدث عن نظام فيدرالي لفترة خمس سنوات يليها تقرير مصير. وحين صارحه الصحفي أن هناك مخاوف من فكرة جعل اليمن اقليمين وخمس سنوات كفترة انتقالية تهيئ للانفصال ، أجاب د. ياسين بصورة حاسمة : " نحن لم نتحدث عن خمس سنوات في مشروعنا"  وأضاف " أنا أتحدث عن مشروعنا الذي لم يتحدث عن خمس سنوات " .   
 
إذا ًهذا أقصى ماتستطيع أن تقدمه قيادة الحزب الاشتراكي لشعب الجنوب: نظام فيدرالي من اقليمين ولكنها ترفض رفضا قاطعا الحديث عن خمس سنوات أو حتى خمسين سنة يكون بعدها لشعب الجنوب الحق في تقرير مصير قد يؤدي الى فك الارتباط. وإذا ماتساءلتم عن سبب هذا الرفض القاطع فما عليكم سوى البحث بين طيات العبارات الدبلوماسية المنمقة لتصطدموا بجواب واحـد يقدمه قادة الحزب الاشتراكي ألا وهو أن الوحـــدة خـط  أحمـر.
 
وهكذا عند هذه النقطة تكرر قيادة الاشتراكي بعبارات دبلوماسية نفس مضمون عبارات علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر ومحمـد اليدومي وصادق الأحمر ألا وهو أن الوحدة خـط  ٌ أحمـر.
 
ماهي المصالح التي تعبّر عنها الأحزاب السياسية؟
 
إذا ً عندما نتجاوز لعبة عـدد الأقاليم التي تحاول الأحزاب السياسية أن تلعبها ، وتسعى الى إغراقنا في دهاليزها المظلمة ، ونرسـم الخط الفاصل بين مصالح شعبنا الجنوبي ومصالح ذوي النفوذ في الشمال بوضوح تام ، ووعي كامل ، ألا وهو حق شعبنا في تقرير مصيره واستعادة دولته ، نجـد أن جميع هذه الأحزاب تقـف على منصـة واحـدة ، وتعبـّر عن موقف واحـد ألا وهو رفضها التام والقاطع لحق شعبنا في نيل حريته وتقرير مصيره ، يتسـاوى في ذلك الدكتاتور العسكري مع القائد الاشتراكي ، كما يتساوى القومي الناصري مع المتطرف الاسلامي. فجميع هؤلاء يرون أن لهم هم الحق في كتابة مستقبل شعب الجنوب وتقرير مصير أبنائه وليس لشعب الجنوب شيء من ذلك. 
 
هذا الموقف الذي يوحد كل الأحزاب السياسية إزاء القضية الجنوبية كثيرا مايلفت انتباه العديد من الأقلام الجنوبية ، وأحيانا يصيب البعض بالدهشـة. فهم يرون هؤلاء يتصارعون في صنعاء ولكنهم يتفقون على موقف واحد حين يتصل الأمر بالجنوب. وأحيانا ما تدفع هذه الدهشـة بعض الكتاب الجنوبيين الى نكران الصراع الدائر في الشمال ، واعتباره مجرد مسرحية هدفها دفن القضية الجنوبية وهو تفسـير لا يتطابق مع حقائق الواقع. ذلك أن حرق علي عبدالله صالح في جامع دار الرئاسة (3 يونيو 2011) ومقتل عبد العزيز عبد الغني رحمه الله ، وتمزيق أوصال نعمان دويد وصادق أبو راس ورشاد العليمي ، كل هذا لايمكن أن يكون مجرد مسرحية.
 
ولهذا فإن إدراك الأسباب الحقيقية التي تجعل هذه الأحزاب المتصارعة فيما بينها تتفق وتلتقي جميعها في موقف واحد إزاء الجنوب يتطلب منا البحث عن المصالح الاقتصادية والسياسية التي تعبـّر عنها هذه الأحزاب.
 
وفي هذا الصدد يمكن القول إن القوى التقليدية المتنفـذة داخل حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح ترفض فكرة النظام الفيدرالي من أصله ، ناهيك عن تكوينه على أساس اقليمين. ذلك أن نظاما فيدراليا تتمتع أقاليمه بحقوق تحمي مصالح أبنائه سوف يضعف سلطات المركز المتمثل بالعاصمة صنعاء وهي المتنفـذة فيه والتي اعتادت على جعل اليمن مجرد مزرعة تابعة لها تقتات منها وتتمتع بخيراتها دون سائر أبناء اليمن. ولما كان الجنوب قد أ ُلحِـقَ بهذا المُـلك منذ جريمة حرب 1994 ، ونظرا للثروات الهائلة التي يدرّها على جيوب الطغاة ، فمن الطبيعي أنهم سيقاومون مقاومة شـديدة أي خيار سياسي يـعـيـد الجنوب الى أهله ويقطع عنهم هذه الموارد غير المشروعة. 
 
وخلافا لهؤلاء يعبـّر الحزب الاشتراكي والوحدوي الناصري عن مصالح الفئات الاجتماعية التي تعاني من سيطرة المركز على مناطقها ومن هيمنة قوى النفوذ العسكري القبلي على مصالحها. ولهذا فهي تتبـنى خيار النظام الفيدرالي من حيث المبدأ وتطالب به لأنه يلبي مصالح القوى الاجتماعية التي يرتكز عليها هذان الحزبان.
 
وإذا ماكان الوحدوي الناصري يرفض خيار الاقليمين خشـية منه على مصير الوحدة اليمنية التي يتبناها انطلاقا من شعارات القومية ، فإن تبني الحزب الاشتراكي لخيار الاقليمين نستطيع أن نعـزوه الى ضغوط القيادات الجنوبية داخله التي ترى في ذلك الحـدّ الأدنى الذي يمكن أن تقبل به. وقد انعكست هذه الضغوط في مقال حرره الاسبوع الماضي القائد الاشتراكي أنيس حسن يحي دعا فيه قيادة حزبه الى التحلي بالشجاعة والاعتراف بحق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره.
 
لكن هذين الحزبين يلتقيان في رفض مطلب شعبنا بشأن تقرير المصير واستعادة الدولة ، وهما بذلك يعبـّران عن مصالح قوى راس المال الشمالي التي كان لها باع ٌ واسـع في نهب خيرات الجنوب والاستحواذ على ثرواته جنبا الى جنب مع قوى النفوذ العسكري القبلي.
 
ماهو الأساس المادي الذي يوحـّد مواقف
الاحزاب السياسية إزاء مطلب تقرير المصير؟
 
هذه الشراكة غير المقدسـة في نهب الجنوب والاستيـلاء على خيراته وتشـريد أبنائه ، هي التي توحـّـد مصالح القوى العسكرية القبلية مع مصالح رأس المال الشمالي إزاء الجنوب وتجـد انعكاسا لها في مواقف هذه الاحزاب ، وهي التي تمثل بالتالي الأساس المادي الذي يوحـّد مواقف الاصلاح مع الاشتراكي والمؤتمر مع الناصري ضد مطلب شعبنا الجنوبي في تقرير مصيره واستعادة دولته.  
وبالاضافة الى ذلك فإن رفض الاشتراكي والناصري مطلب تقرير المصير الجنوبي يعكس كذلك مصالح النخبة السياسية الشمالية التي استحوذت يوما ما على مقاليد الحكم في عدن وتمتعت بدور سياسي خطير مازالت تطمع في استمراره. ولا شك أن هذه النخبة ترى في استقلال الجنوب وحكمه على يد الأجيال الجديدة من أبنائه كابوسا مرعبا يشير الى نهاية ٍحتمية ٍ لدورها السياسي والقضاء على النفوذ والمزايا الواسـعة التي تمتعت بها على مدى عقود في بلادنا.
 
إن نضال شعبنا وصموده الأسطوري وتضحياته الجسيمة ووحدة قياداته هي الكفيلة بعون الله بوضع حد ّ للنهب والسلب الذي تمارسه قوى النفوذ والطغيان في الشمال ، ووضع نهاية لأحلام النخبة السياسية الشمالية في الاستحواذ على قرارنا السياسي بعد أن فعلت ذلك ردحا من الزمن.

لأحزاب السياسية في اليمن تشهر خطّها الأحمر في وجه شعب الجنوب


أين يقع الخط الفاصل بين مصالح الشعب الجنوبي
ومصالح أرباب النفوذ في الشمال ؟
 
 
د. فارس سالم الشقاع
الإمارات العربية المتحـدة
 
أشهرٌ مضت والقوم يتجادلون في قاعات فندق موفنبيـك. على جدول الأعمال العديد من القضايا. كان ذلك إخراجا مقصودا الغرض منه "حشـْـر " مصالح شعب بأكمله ألا وهو شعبنا الجنوبي داخل هذا الخليط العجيب من القضايا السياسية والحقوقية الخاصة بالشمال. لكن الأمور لم تسـِـر كما خطط لها. فالصمود الرائع لشعبنا الجنوبي ، وصوته المرتفع عاليا ، وحشـوده المليونية المتعددة ، كل هذا قـد فاجأ الطغاة في الشمال ، وأربكهم ، وأوقعهم في حيرة من أمرهم.
 
كان ذوو النفوذ في الشمال قد ابتهجوا فرحا بقـدوم فصيـل من فصائل الحراك الجنوبي للمشاركة في مؤتمر الحوار. كانوا يظنـون أن مشاركة هذا الفصيل ستكون حجـّـة على الأطراف الجنوبية "المتطرفة" المطالبة بفك الارتباط والاستقلال ، وأن ذلك سيعزز فرصة انتزاع موقف اقليمي  ودولي قوي "يقطرس" قضية الجنوب ويضعها في سلة القضايا الأخرى فيضعفها ويقلل من شأنها وينفي كونها قضية مستقلة ترتبط بالوحدة السياسية بين دولتي الشمال والجنوب ولاشأن لها البتـّـة بالقضايا الداخلية للشمال.     
 
ويوم الجمع التقت كل الأطراف داخل موفنبيك ، وألقى كل طرف رقاقته على المائدة. وتنافست الأحزاب في إظهارخلافاتها حول قضية الجنوب ، أين بدأت المشكلة ، وكيف سـارت، وماذا آلت اليه، ومن هو المتســبب ، ومن هو المذنب..الخ. ولكن كل هذا الخلاف الذي ينأى كل طرف من أطرافه بنفسـه عن جريمة التآمر على الوحدة ، وجريمة تدمير الجنوب ونهبه وسحق أبنائه ، وكل هذا الجـدال العقيـم كان لابـد له أن يفضـي الى نقطة جوهرية واحـدة ألا وهي .. وماذا بعـد ؟  ماهو الحل المقترح لديكم أيتها الأحزاب لشعـب يطالب بحقه في استعادة دولته وسيادته على أرضه ؟  
 
هذا السـؤال هو السؤال القاصم للظهر ، هذا هو الامتحان الحقيقي الذي تصمد أمامه الكلمة الصادقة الشجاعة ، وتسقط الكلمة المخادعة الجوفاء. هذا هو الحق الذي يصيب العبارات الواهية ، الفارغة المضمون مهما تزينت برونق زائف ، فيبرز ركاكتها ويجعلها تتساقط وتضمحل بلا معنى.
وتكمن أهمية هذا السؤال في كونه يلخص أمرا جوهريا مفاده هل لشعب الجنوب الحق الكامل في السيادة على أرضه واستعادة دولته والحفاظ على هويته الوطنية أم لا ؟
 
اللعب حول عدد الأقاليم فكرة ٌماكرة ٌخادعة
 
في إطار بحثها عن مخرج مناسب لفك الارتباط بين الشمال والجنوب يحافظ على أواصر الإخاء بين الشعبين ، ويصون علاقات المودة وحسن الجوار، كانت قيادات جنوبية قد دعت منذ فترة الى بناء شكل فيدرالي بين الجنوب والشمال لزمن محدود مابين الثلاث والخمس سنوات يتبعه استفتاء لشعب الجنوب يتمتع فيه بقول كلمته الفصل في تقرير مصيره سواء بالاستمرار في الوحدة الفيدرالية مع الشمال أو بفك ارتباطه عنه واستعادة دولته السابقة. وقد حمل فصيل جنوبي ألا وهو "مؤتمر شعب الجنوب" هذا المطلب الى مؤتمر الحوار في صنعاء ، وكان رأي قادة هذا الفصيل واضحا لا لبس فيه وهو أننا استجبنا للمشاركة في هذا الحوار سعيا منا لتحقيق مطلب شعبنا في استعادة دولته وسيادته على أضه.
 
وما إن وصل الحوار حول القضية الجنوبية الى هذه النقطة حتى بدأت الأحزاب السياسية تكشف عن حقيقة موقفها إزاء شعب الجنوب ، محاولة أن تستمتع بخلق لعبة غبية تدور حول عدد الأقاليم. وفي مظهر ينم عن الكثير من المكر والخداع انبرى قادة الأحزاب السياسيـة : المؤتمر والاصلاح والاشتراكي والناصري يتجادلون ، ويتنافسـون ، ويحتدون على بعضهم البعض بشـأن الرقم الأنسـب لعدد أقاليم النظام الفيدرالي ، إقليمان ، أم ثلاثة ،أم خمسة ، أم عشـرة أقاليم ، ساعين بكل ماأوتوا من قوة الى إفراغ المطلب الجنوبي من مضمونه الرئيسي ألا وهو حق شعـب الجنوب في تقرير مصيره.
 
وهكذا نجد حزب المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والتنظيم الوحدوي الناصري يعترضون على مقترح النظام الفيدرالي من اقليمين شمالي وجنوبي ، ويرون في ذلك مدخلا خطيرا يؤدي الى انفصال الجنوب ولذا فهم يدفعون بخيار خمسة أقاليم متداخلة.
 
وخلافا لهؤلاء تتدثر قيادات الحزب الاشتراكي برداء زائف وتنبري للدفاع عن خيار الاقليمين سعيا منها لإظهار نفسها بمظهر المتعاطف مع شعب الجنوب والداعم لمطلب بعض قياداته.
 
أين يكمن الخط الفاصل بين مصالح الشعب
الجنوبي ومصالح ذوي النفوذ في الشمال؟
 
كل هذا الجدل العقيم الذي تتجاذب أطرافه الأحزاب السياسية حول عدد الأقاليم في النظام الفيدرالي المقترح بين الشمال والجنوب إنما هدفه طمس المضمون الرئيسي لمقترح الطرف الجنوبي المشارك في حوار صنعاء ألا وهو الإقرار بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره بعد فترة لا تزيد عن خمس سنوات كحد أقصى من إقامة  النظام الفيدرالي. فالإعتراف بحق شعبنا الجنوبي في تقرير مصيره هو الخط الفاصل بين مصالح شعبنا وبين مصالح ذوي النفوذ في الشمال وليس عدد أقاليم النظام الفيدرالي.  عند هذا الخط ، وأمام مطلب شعبنا في نيل حقه في تقرير مصيره تتساوى كل الأحزاب سواء المؤتمر أو الإصلاح أو الناصري أو الاشتراكي في رفضها له.
 
نعم ، حتى قيادة  الحزب الاشتراكي التي تحاول أن تسـوّق نفسها أنها تقف الى جانب شعب الجنوب من خلال تبنيها لخيار الاقليمين ، ترفض رفضا قاطعا التسليم بحق شعبنا في تقرير مصيره. فقد أشار الأمين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان في مقابلة مع صحيفة "26 سبتمبر" نشرتها بتاريخ 26 سبتمبرالمنصرم ، الى أن مشروع حزبه لا يتحدث عن نظام فيدرالي لفترة خمس سنوات يليها تقرير مصير. وحين صارحه الصحفي أن هناك مخاوف من فكرة جعل اليمن اقليمين وخمس سنوات كفترة انتقالية تهيئ للانفصال ، أجاب د. ياسين بصورة حاسمة : " نحن لم نتحدث عن خمس سنوات في مشروعنا"  وأضاف " أنا أتحدث عن مشروعنا الذي لم يتحدث عن خمس سنوات " .   
 
إذا ًهذا أقصى ماتستطيع أن تقدمه قيادة الحزب الاشتراكي لشعب الجنوب: نظام فيدرالي من اقليمين ولكنها ترفض رفضا قاطعا الحديث عن خمس سنوات أو حتى خمسين سنة يكون بعدها لشعب الجنوب الحق في تقرير مصير قد يؤدي الى فك الارتباط. وإذا ماتساءلتم عن سبب هذا الرفض القاطع فما عليكم سوى البحث بين طيات العبارات الدبلوماسية المنمقة لتصطدموا بجواب واحـد يقدمه قادة الحزب الاشتراكي ألا وهو أن الوحـــدة خـط  أحمـر.
 
وهكذا عند هذه النقطة تكرر قيادة الاشتراكي بعبارات دبلوماسية نفس مضمون عبارات علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر ومحمـد اليدومي وصادق الأحمر ألا وهو أن الوحدة خـط  ٌ أحمـر.
 
ماهي المصالح التي تعبّر عنها الأحزاب السياسية؟
 
إذا ً عندما نتجاوز لعبة عـدد الأقاليم التي تحاول الأحزاب السياسية أن تلعبها ، وتسعى الى إغراقنا في دهاليزها المظلمة ، ونرسـم الخط الفاصل بين مصالح شعبنا الجنوبي ومصالح ذوي النفوذ في الشمال بوضوح تام ، ووعي كامل ، ألا وهو حق شعبنا في تقرير مصيره واستعادة دولته ، نجـد أن جميع هذه الأحزاب تقـف على منصـة واحـدة ، وتعبـّر عن موقف واحـد ألا وهو رفضها التام والقاطع لحق شعبنا في نيل حريته وتقرير مصيره ، يتسـاوى في ذلك الدكتاتور العسكري مع القائد الاشتراكي ، كما يتساوى القومي الناصري مع المتطرف الاسلامي. فجميع هؤلاء يرون أن لهم هم الحق في كتابة مستقبل شعب الجنوب وتقرير مصير أبنائه وليس لشعب الجنوب شيء من ذلك. 
 
هذا الموقف الذي يوحد كل الأحزاب السياسية إزاء القضية الجنوبية كثيرا مايلفت انتباه العديد من الأقلام الجنوبية ، وأحيانا يصيب البعض بالدهشـة. فهم يرون هؤلاء يتصارعون في صنعاء ولكنهم يتفقون على موقف واحد حين يتصل الأمر بالجنوب. وأحيانا ما تدفع هذه الدهشـة بعض الكتاب الجنوبيين الى نكران الصراع الدائر في الشمال ، واعتباره مجرد مسرحية هدفها دفن القضية الجنوبية وهو تفسـير لا يتطابق مع حقائق الواقع. ذلك أن حرق علي عبدالله صالح في جامع دار الرئاسة (3 يونيو 2011) ومقتل عبد العزيز عبد الغني رحمه الله ، وتمزيق أوصال نعمان دويد وصادق أبو راس ورشاد العليمي ، كل هذا لايمكن أن يكون مجرد مسرحية.
 
ولهذا فإن إدراك الأسباب الحقيقية التي تجعل هذه الأحزاب المتصارعة فيما بينها تتفق وتلتقي جميعها في موقف واحد إزاء الجنوب يتطلب منا البحث عن المصالح الاقتصادية والسياسية التي تعبـّر عنها هذه الأحزاب.
 
وفي هذا الصدد يمكن القول إن القوى التقليدية المتنفـذة داخل حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح ترفض فكرة النظام الفيدرالي من أصله ، ناهيك عن تكوينه على أساس اقليمين. ذلك أن نظاما فيدراليا تتمتع أقاليمه بحقوق تحمي مصالح أبنائه سوف يضعف سلطات المركز المتمثل بالعاصمة صنعاء وهي المتنفـذة فيه والتي اعتادت على جعل اليمن مجرد مزرعة تابعة لها تقتات منها وتتمتع بخيراتها دون سائر أبناء اليمن. ولما كان الجنوب قد أ ُلحِـقَ بهذا المُـلك منذ جريمة حرب 1994 ، ونظرا للثروات الهائلة التي يدرّها على جيوب الطغاة ، فمن الطبيعي أنهم سيقاومون مقاومة شـديدة أي خيار سياسي يـعـيـد الجنوب الى أهله ويقطع عنهم هذه الموارد غير المشروعة. 
 
وخلافا لهؤلاء يعبـّر الحزب الاشتراكي والوحدوي الناصري عن مصالح الفئات الاجتماعية التي تعاني من سيطرة المركز على مناطقها ومن هيمنة قوى النفوذ العسكري القبلي على مصالحها. ولهذا فهي تتبـنى خيار النظام الفيدرالي من حيث المبدأ وتطالب به لأنه يلبي مصالح القوى الاجتماعية التي يرتكز عليها هذان الحزبان.
 
وإذا ماكان الوحدوي الناصري يرفض خيار الاقليمين خشـية منه على مصير الوحدة اليمنية التي يتبناها انطلاقا من شعارات القومية ، فإن تبني الحزب الاشتراكي لخيار الاقليمين نستطيع أن نعـزوه الى ضغوط القيادات الجنوبية داخله التي ترى في ذلك الحـدّ الأدنى الذي يمكن أن تقبل به. وقد انعكست هذه الضغوط في مقال حرره الاسبوع الماضي القائد الاشتراكي أنيس حسن يحي دعا فيه قيادة حزبه الى التحلي بالشجاعة والاعتراف بحق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره.
 
لكن هذين الحزبين يلتقيان في رفض مطلب شعبنا بشأن تقرير المصير واستعادة الدولة ، وهما بذلك يعبـّران عن مصالح قوى راس المال الشمالي التي كان لها باع ٌ واسـع في نهب خيرات الجنوب والاستحواذ على ثرواته جنبا الى جنب مع قوى النفوذ العسكري القبلي.
 
ماهو الأساس المادي الذي يوحـّد مواقف
الاحزاب السياسية إزاء مطلب تقرير المصير؟
 
هذه الشراكة غير المقدسـة في نهب الجنوب والاستيـلاء على خيراته وتشـريد أبنائه ، هي التي توحـّـد مصالح القوى العسكرية القبلية مع مصالح رأس المال الشمالي إزاء الجنوب وتجـد انعكاسا لها في مواقف هذه الاحزاب ، وهي التي تمثل بالتالي الأساس المادي الذي يوحـّد مواقف الاصلاح مع الاشتراكي والمؤتمر مع الناصري ضد مطلب شعبنا الجنوبي في تقرير مصيره واستعادة دولته.  
وبالاضافة الى ذلك فإن رفض الاشتراكي والناصري مطلب تقرير المصير الجنوبي يعكس كذلك مصالح النخبة السياسية الشمالية التي استحوذت يوما ما على مقاليد الحكم في عدن وتمتعت بدور سياسي خطير مازالت تطمع في استمراره. ولا شك أن هذه النخبة ترى في استقلال الجنوب وحكمه على يد الأجيال الجديدة من أبنائه كابوسا مرعبا يشير الى نهاية ٍحتمية ٍ لدورها السياسي والقضاء على النفوذ والمزايا الواسـعة التي تمتعت بها على مدى عقود في بلادنا.
 
إن نضال شعبنا وصموده الأسطوري وتضحياته الجسيمة ووحدة قياداته هي الكفيلة بعون الله بوضع حد ّ للنهب والسلب الذي تمارسه قوى النفوذ والطغيان في الشمال ، ووضع نهاية لأحلام النخبة السياسية الشمالية في الاستحواذ على قرارنا السياسي بعد أن فعلت ذلك ردحا من الزمن.

لأحزاب السياسية في اليمن تشهر خطّها الأحمر في وجه شعب الجنوب


أين يقع الخط الفاصل بين مصالح الشعب الجنوبي
ومصالح أرباب النفوذ في الشمال ؟
 
 
د. فارس سالم الشقاع
الإمارات العربية المتحـدة
 
أشهرٌ مضت والقوم يتجادلون في قاعات فندق موفنبيـك. على جدول الأعمال العديد من القضايا. كان ذلك إخراجا مقصودا الغرض منه "حشـْـر " مصالح شعب بأكمله ألا وهو شعبنا الجنوبي داخل هذا الخليط العجيب من القضايا السياسية والحقوقية الخاصة بالشمال. لكن الأمور لم تسـِـر كما خطط لها. فالصمود الرائع لشعبنا الجنوبي ، وصوته المرتفع عاليا ، وحشـوده المليونية المتعددة ، كل هذا قـد فاجأ الطغاة في الشمال ، وأربكهم ، وأوقعهم في حيرة من أمرهم.
 
كان ذوو النفوذ في الشمال قد ابتهجوا فرحا بقـدوم فصيـل من فصائل الحراك الجنوبي للمشاركة في مؤتمر الحوار. كانوا يظنـون أن مشاركة هذا الفصيل ستكون حجـّـة على الأطراف الجنوبية "المتطرفة" المطالبة بفك الارتباط والاستقلال ، وأن ذلك سيعزز فرصة انتزاع موقف اقليمي  ودولي قوي "يقطرس" قضية الجنوب ويضعها في سلة القضايا الأخرى فيضعفها ويقلل من شأنها وينفي كونها قضية مستقلة ترتبط بالوحدة السياسية بين دولتي الشمال والجنوب ولاشأن لها البتـّـة بالقضايا الداخلية للشمال.     
 
ويوم الجمع التقت كل الأطراف داخل موفنبيك ، وألقى كل طرف رقاقته على المائدة. وتنافست الأحزاب في إظهارخلافاتها حول قضية الجنوب ، أين بدأت المشكلة ، وكيف سـارت، وماذا آلت اليه، ومن هو المتســبب ، ومن هو المذنب..الخ. ولكن كل هذا الخلاف الذي ينأى كل طرف من أطرافه بنفسـه عن جريمة التآمر على الوحدة ، وجريمة تدمير الجنوب ونهبه وسحق أبنائه ، وكل هذا الجـدال العقيـم كان لابـد له أن يفضـي الى نقطة جوهرية واحـدة ألا وهي .. وماذا بعـد ؟  ماهو الحل المقترح لديكم أيتها الأحزاب لشعـب يطالب بحقه في استعادة دولته وسيادته على أرضه ؟  
 
هذا السـؤال هو السؤال القاصم للظهر ، هذا هو الامتحان الحقيقي الذي تصمد أمامه الكلمة الصادقة الشجاعة ، وتسقط الكلمة المخادعة الجوفاء. هذا هو الحق الذي يصيب العبارات الواهية ، الفارغة المضمون مهما تزينت برونق زائف ، فيبرز ركاكتها ويجعلها تتساقط وتضمحل بلا معنى.
وتكمن أهمية هذا السؤال في كونه يلخص أمرا جوهريا مفاده هل لشعب الجنوب الحق الكامل في السيادة على أرضه واستعادة دولته والحفاظ على هويته الوطنية أم لا ؟
 
اللعب حول عدد الأقاليم فكرة ٌماكرة ٌخادعة
 
في إطار بحثها عن مخرج مناسب لفك الارتباط بين الشمال والجنوب يحافظ على أواصر الإخاء بين الشعبين ، ويصون علاقات المودة وحسن الجوار، كانت قيادات جنوبية قد دعت منذ فترة الى بناء شكل فيدرالي بين الجنوب والشمال لزمن محدود مابين الثلاث والخمس سنوات يتبعه استفتاء لشعب الجنوب يتمتع فيه بقول كلمته الفصل في تقرير مصيره سواء بالاستمرار في الوحدة الفيدرالية مع الشمال أو بفك ارتباطه عنه واستعادة دولته السابقة. وقد حمل فصيل جنوبي ألا وهو "مؤتمر شعب الجنوب" هذا المطلب الى مؤتمر الحوار في صنعاء ، وكان رأي قادة هذا الفصيل واضحا لا لبس فيه وهو أننا استجبنا للمشاركة في هذا الحوار سعيا منا لتحقيق مطلب شعبنا في استعادة دولته وسيادته على أضه.
 
وما إن وصل الحوار حول القضية الجنوبية الى هذه النقطة حتى بدأت الأحزاب السياسية تكشف عن حقيقة موقفها إزاء شعب الجنوب ، محاولة أن تستمتع بخلق لعبة غبية تدور حول عدد الأقاليم. وفي مظهر ينم عن الكثير من المكر والخداع انبرى قادة الأحزاب السياسيـة : المؤتمر والاصلاح والاشتراكي والناصري يتجادلون ، ويتنافسـون ، ويحتدون على بعضهم البعض بشـأن الرقم الأنسـب لعدد أقاليم النظام الفيدرالي ، إقليمان ، أم ثلاثة ،أم خمسة ، أم عشـرة أقاليم ، ساعين بكل ماأوتوا من قوة الى إفراغ المطلب الجنوبي من مضمونه الرئيسي ألا وهو حق شعـب الجنوب في تقرير مصيره.
 
وهكذا نجد حزب المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والتنظيم الوحدوي الناصري يعترضون على مقترح النظام الفيدرالي من اقليمين شمالي وجنوبي ، ويرون في ذلك مدخلا خطيرا يؤدي الى انفصال الجنوب ولذا فهم يدفعون بخيار خمسة أقاليم متداخلة.
 
وخلافا لهؤلاء تتدثر قيادات الحزب الاشتراكي برداء زائف وتنبري للدفاع عن خيار الاقليمين سعيا منها لإظهار نفسها بمظهر المتعاطف مع شعب الجنوب والداعم لمطلب بعض قياداته.
 
أين يكمن الخط الفاصل بين مصالح الشعب
الجنوبي ومصالح ذوي النفوذ في الشمال؟
 
كل هذا الجدل العقيم الذي تتجاذب أطرافه الأحزاب السياسية حول عدد الأقاليم في النظام الفيدرالي المقترح بين الشمال والجنوب إنما هدفه طمس المضمون الرئيسي لمقترح الطرف الجنوبي المشارك في حوار صنعاء ألا وهو الإقرار بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره بعد فترة لا تزيد عن خمس سنوات كحد أقصى من إقامة  النظام الفيدرالي. فالإعتراف بحق شعبنا الجنوبي في تقرير مصيره هو الخط الفاصل بين مصالح شعبنا وبين مصالح ذوي النفوذ في الشمال وليس عدد أقاليم النظام الفيدرالي.  عند هذا الخط ، وأمام مطلب شعبنا في نيل حقه في تقرير مصيره تتساوى كل الأحزاب سواء المؤتمر أو الإصلاح أو الناصري أو الاشتراكي في رفضها له.
 
نعم ، حتى قيادة  الحزب الاشتراكي التي تحاول أن تسـوّق نفسها أنها تقف الى جانب شعب الجنوب من خلال تبنيها لخيار الاقليمين ، ترفض رفضا قاطعا التسليم بحق شعبنا في تقرير مصيره. فقد أشار الأمين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان في مقابلة مع صحيفة "26 سبتمبر" نشرتها بتاريخ 26 سبتمبرالمنصرم ، الى أن مشروع حزبه لا يتحدث عن نظام فيدرالي لفترة خمس سنوات يليها تقرير مصير. وحين صارحه الصحفي أن هناك مخاوف من فكرة جعل اليمن اقليمين وخمس سنوات كفترة انتقالية تهيئ للانفصال ، أجاب د. ياسين بصورة حاسمة : " نحن لم نتحدث عن خمس سنوات في مشروعنا"  وأضاف " أنا أتحدث عن مشروعنا الذي لم يتحدث عن خمس سنوات " .   
 
إذا ًهذا أقصى ماتستطيع أن تقدمه قيادة الحزب الاشتراكي لشعب الجنوب: نظام فيدرالي من اقليمين ولكنها ترفض رفضا قاطعا الحديث عن خمس سنوات أو حتى خمسين سنة يكون بعدها لشعب الجنوب الحق في تقرير مصير قد يؤدي الى فك الارتباط. وإذا ماتساءلتم عن سبب هذا الرفض القاطع فما عليكم سوى البحث بين طيات العبارات الدبلوماسية المنمقة لتصطدموا بجواب واحـد يقدمه قادة الحزب الاشتراكي ألا وهو أن الوحـــدة خـط  أحمـر.
 
وهكذا عند هذه النقطة تكرر قيادة الاشتراكي بعبارات دبلوماسية نفس مضمون عبارات علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر ومحمـد اليدومي وصادق الأحمر ألا وهو أن الوحدة خـط  ٌ أحمـر.
 
ماهي المصالح التي تعبّر عنها الأحزاب السياسية؟
 
إذا ً عندما نتجاوز لعبة عـدد الأقاليم التي تحاول الأحزاب السياسية أن تلعبها ، وتسعى الى إغراقنا في دهاليزها المظلمة ، ونرسـم الخط الفاصل بين مصالح شعبنا الجنوبي ومصالح ذوي النفوذ في الشمال بوضوح تام ، ووعي كامل ، ألا وهو حق شعبنا في تقرير مصيره واستعادة دولته ، نجـد أن جميع هذه الأحزاب تقـف على منصـة واحـدة ، وتعبـّر عن موقف واحـد ألا وهو رفضها التام والقاطع لحق شعبنا في نيل حريته وتقرير مصيره ، يتسـاوى في ذلك الدكتاتور العسكري مع القائد الاشتراكي ، كما يتساوى القومي الناصري مع المتطرف الاسلامي. فجميع هؤلاء يرون أن لهم هم الحق في كتابة مستقبل شعب الجنوب وتقرير مصير أبنائه وليس لشعب الجنوب شيء من ذلك. 
 
هذا الموقف الذي يوحد كل الأحزاب السياسية إزاء القضية الجنوبية كثيرا مايلفت انتباه العديد من الأقلام الجنوبية ، وأحيانا يصيب البعض بالدهشـة. فهم يرون هؤلاء يتصارعون في صنعاء ولكنهم يتفقون على موقف واحد حين يتصل الأمر بالجنوب. وأحيانا ما تدفع هذه الدهشـة بعض الكتاب الجنوبيين الى نكران الصراع الدائر في الشمال ، واعتباره مجرد مسرحية هدفها دفن القضية الجنوبية وهو تفسـير لا يتطابق مع حقائق الواقع. ذلك أن حرق علي عبدالله صالح في جامع دار الرئاسة (3 يونيو 2011) ومقتل عبد العزيز عبد الغني رحمه الله ، وتمزيق أوصال نعمان دويد وصادق أبو راس ورشاد العليمي ، كل هذا لايمكن أن يكون مجرد مسرحية.
 
ولهذا فإن إدراك الأسباب الحقيقية التي تجعل هذه الأحزاب المتصارعة فيما بينها تتفق وتلتقي جميعها في موقف واحد إزاء الجنوب يتطلب منا البحث عن المصالح الاقتصادية والسياسية التي تعبـّر عنها هذه الأحزاب.
 
وفي هذا الصدد يمكن القول إن القوى التقليدية المتنفـذة داخل حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح ترفض فكرة النظام الفيدرالي من أصله ، ناهيك عن تكوينه على أساس اقليمين. ذلك أن نظاما فيدراليا تتمتع أقاليمه بحقوق تحمي مصالح أبنائه سوف يضعف سلطات المركز المتمثل بالعاصمة صنعاء وهي المتنفـذة فيه والتي اعتادت على جعل اليمن مجرد مزرعة تابعة لها تقتات منها وتتمتع بخيراتها دون سائر أبناء اليمن. ولما كان الجنوب قد أ ُلحِـقَ بهذا المُـلك منذ جريمة حرب 1994 ، ونظرا للثروات الهائلة التي يدرّها على جيوب الطغاة ، فمن الطبيعي أنهم سيقاومون مقاومة شـديدة أي خيار سياسي يـعـيـد الجنوب الى أهله ويقطع عنهم هذه الموارد غير المشروعة. 
 
وخلافا لهؤلاء يعبـّر الحزب الاشتراكي والوحدوي الناصري عن مصالح الفئات الاجتماعية التي تعاني من سيطرة المركز على مناطقها ومن هيمنة قوى النفوذ العسكري القبلي على مصالحها. ولهذا فهي تتبـنى خيار النظام الفيدرالي من حيث المبدأ وتطالب به لأنه يلبي مصالح القوى الاجتماعية التي يرتكز عليها هذان الحزبان.
 
وإذا ماكان الوحدوي الناصري يرفض خيار الاقليمين خشـية منه على مصير الوحدة اليمنية التي يتبناها انطلاقا من شعارات القومية ، فإن تبني الحزب الاشتراكي لخيار الاقليمين نستطيع أن نعـزوه الى ضغوط القيادات الجنوبية داخله التي ترى في ذلك الحـدّ الأدنى الذي يمكن أن تقبل به. وقد انعكست هذه الضغوط في مقال حرره الاسبوع الماضي القائد الاشتراكي أنيس حسن يحي دعا فيه قيادة حزبه الى التحلي بالشجاعة والاعتراف بحق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره.
 
لكن هذين الحزبين يلتقيان في رفض مطلب شعبنا بشأن تقرير المصير واستعادة الدولة ، وهما بذلك يعبـّران عن مصالح قوى راس المال الشمالي التي كان لها باع ٌ واسـع في نهب خيرات الجنوب والاستحواذ على ثرواته جنبا الى جنب مع قوى النفوذ العسكري القبلي.
 
ماهو الأساس المادي الذي يوحـّد مواقف
الاحزاب السياسية إزاء مطلب تقرير المصير؟
 
هذه الشراكة غير المقدسـة في نهب الجنوب والاستيـلاء على خيراته وتشـريد أبنائه ، هي التي توحـّـد مصالح القوى العسكرية القبلية مع مصالح رأس المال الشمالي إزاء الجنوب وتجـد انعكاسا لها في مواقف هذه الاحزاب ، وهي التي تمثل بالتالي الأساس المادي الذي يوحـّد مواقف الاصلاح مع الاشتراكي والمؤتمر مع الناصري ضد مطلب شعبنا الجنوبي في تقرير مصيره واستعادة دولته.  
وبالاضافة الى ذلك فإن رفض الاشتراكي والناصري مطلب تقرير المصير الجنوبي يعكس كذلك مصالح النخبة السياسية الشمالية التي استحوذت يوما ما على مقاليد الحكم في عدن وتمتعت بدور سياسي خطير مازالت تطمع في استمراره. ولا شك أن هذه النخبة ترى في استقلال الجنوب وحكمه على يد الأجيال الجديدة من أبنائه كابوسا مرعبا يشير الى نهاية ٍحتمية ٍ لدورها السياسي والقضاء على النفوذ والمزايا الواسـعة التي تمتعت بها على مدى عقود في بلادنا.
 
إن نضال شعبنا وصموده الأسطوري وتضحياته الجسيمة ووحدة قياداته هي الكفيلة بعون الله بوضع حد ّ للنهب والسلب الذي تمارسه قوى النفوذ والطغيان في الشمال ، ووضع نهاية لأحلام النخبة السياسية الشمالية في الاستحواذ على قرارنا السياسي بعد أن فعلت ذلك ردحا من الزمن.

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

وقفة إحتجاجية لعمال مستشفى ابن خلدون العام مدينة الحوطة محافظة لحج

عمال واطباء وممرضين مستشفى ابن خلدون العام يطالبون رئيس الجمهورية برفع ظلم مدير عام مكتب الصحة في محافظة لحج ومدير مستشفى ابن خلدون عنهم .

طالب عمال واطباء وممرضين مستشفى ابن خلدون العام في مدينة الحوطة محافظة لحج وقفة احتجاجية امام بوابة المستشفى طالبوا من خلالها رئيس الجمهورية عبدربة منصور هادي بالتدخل السريع ووقف الظلم الحاصل عليهم من قبل مدير عام مكتب الصحة في المحافظة ومدير مستشفى ابن خلدون هذا بعد ان حرموا من حقهم القانوني في اجازة يوم السبت من كل اسبوع والذي اصدر بها مرسوم رئاسي حكومي  لكن إدارة مستشفى ابن خلدون حاولت ارغام العمال على الحضور القسري لأداء العمل في مخالفه لهذا المرسوم حيث تعرض العديد من العمال الذين رفضوا تنفيذ توجيهات مدير المستشفى المدعومة بغطاء مدير مكتب الصحة بالمحافظة الى الخصم من مرتباتهم في محالوة لأرغامهم وقد جدد العمال تمسكهم بحقهم الذي يكفله لهم القانون والدستور مناشيد الرئيس عبدربة منصور هادي بعد ان توجهوا برسالة الى وزير الصحة و لم يتم معالجة والجذير ذكرة أن مكتب الصحة يخضع تحت إدارة الدكتور عمر زين محمد منذو العام 1995م الى الأن وكذلك مدير المستشفى وهو الدكتور /عماد عبدالرحيم عبدالستار الذي تولى منصب مدير مستشفى في العام 1999 م الى الأن والأثنين ينتمون الى حزب التجمع اليمني للأصلاح حيث يشكوا العمال من تضخم ثروة الأثنين موجهين اصابع الأتهام اليهم بأنهم يصادروا حقوق ومستحقات العمال الى جيوبهم الخاصة غير الصفقات والمشاريع التي يتولون هم شخصياً بعض مقوالتها وقد تحدث بعض العمال عن حالات اهمال المستشفى تركيز إدارة المستشفى على الدخل الأتي من الرسوم المفروضه على المواطن مقابل  الخدمات متهمين مدير المستشفى ومدير مكتب الصحة الى تحويل هذا الصرح الحكومي الى اقطاعية خاصة بهم حيث يقول العمال المعتصمون انهم لا يتقاضون أي حوافز او مكافأة او حتى ما يعرف بابدل المناوبة رغم الميزانية الضخمة التي تصرف الى إدارة المستشفى الا أنها الى ترى النور اليهم و يأكدون ان مدير مستشفى قد قدمت ضده عدة قضايا اختلاس وسرقة للمخازن ومستودعات المستشفى كانت تتم بمعرفتها الى مدير عام مكتب الصحة محافظة لحج الا انه كان يقض الطرف عنها وقال العمال انهم لم يلجأوا الى هذا التصعيد الا بعد ان تعرضوا لتجاهل مطالبهم من قبل معظم مسؤولين المحافظة وكان اخرها وعود الأمين العام لهم والتي لم يتم الوفاء بها هذا وقد حضر الى موقع العتصام مدير أمن محافظة لحج وقال متحدثاً لقد استلمنا بلاغ بان المتواجدين هم مجموعة من البلاطجة يقومون بسد بوابة المستشفى معبرا عن تفاجئة ان الموجودين هم عمال واطباء عندها هاج العمال ورددوا هتاف ارحل ارحل يا عمر في إشارة الى مدير عام مكتب الصحة لحج واكد المعتصمين انهم يواصلون اعتصامتهم حتى يرحل مدير المستشفى ومدير مكتب الصحة لأنهم حد وصف المعتصمين قد طغوا ......


الاثنين، 24 ديسمبر 2012

الاهتمام الاقليمي والدولي المتسارع بالقضية الجنوبية يخدمها ام يضرها ؟؟

تســــاؤل هام :

الاهتمام الاقليمي والدولي المتسارع بالقضية الجنوبية يخدمها ام يضرها ؟؟

منذ انتهى اعمال مؤتمر محمد علي بالعاصمة عدن الى اجتماع الرياض الى رسالة البيض لاجتماع التعاون الخليجي بالمنامة الى تحركات البيض بين واشنطن وعواصم اوروبية اخرى , الى اخبار تتحدث عن تلقي البيض دعوة من مجلس الامن لبحث حلول لحل القضية الجنوبية ..

كل هذا يعكس اهتماما اقليمي ودولي بالقضية الجنوبية , ورغم اهمية ذلك التحرك الا ان هذا الاهتمام الذي يبدو للبعض مفاجئا ومتسارعا هو ما يثير مخاوفهم على مستقبل القضية الجنوبية , من ان يكون هذه الاتجاه الدولي يتجه لتمزيق الحراك الجنوبي وخلق بذور في الثورة الجنوبية وفي النسيج الجنوبي مما يسهل ابتلاع القضية الجنوبية وبالتالي هضمها وضياعها الى العدم وهذا حصل في اماكن اخرى من العالم , خاصة واننا نجد البيض متواجد باتجاه والبقية باتجاه اخر .. وهنا يخلقوا لنا استقطاب دولي حول القضية الجنوبية ..

الى الداخل الفعل والزحم الثوري الميداني يجب ان لا يتوقف , بل يجب ان يستمر , لا تركعوا امام تصريحات العدو ولا تنجروا وراء تصريحات تلك القيادة او تلك الدولة , بل اجلعوا كل ذلك يكون دافع لكم الى الامام حتى تنالوا حريتكم واستقلالكم الذي سقط وسيسقط من اجلة دماء زكية وطاهرة ..

نداء من الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب، إلى شباب وطلاب الجاليات الجنوبية في جميع بلدان العالم.


بسم الله الرحمن الرحيم
نداء من الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب، إلى شباب وطلاب الجاليات الجنوبية في جميع بلدان العالم.
أيها الأحباء والزملاء الشباب والطلاب في مختلف دول العالم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرنا في البدء أن نزف إليكم باسم قيادة وقواعد الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب، أطيب التحيات وأصدق معاني الوفاء والتقدير، متمنين لكم جميعا أينما كنتم وحيثما حللتم من بلدان عالم الهجرة والاغتراب، وفي دول الشتات والنفي القسري، أمنيات الصحة ومعنويات الصبر والتجلد على ظروف المعاناة وضيم القهر لبعدكم عن الوطن وفراقكم للأهل والأحباب. راجين من الله العلي القدير أن يمنحكم عزيمة الثبات وسبل التوفيق والنجاح في حياتكم العامة والخاصة.
كما يسعدنا أن نعبر لكم عن مشاعر التقدير والاعجاب بمواقفكم النضالية ومستوى نشاطكم السياسي الرائع، وذلك فيما تقومون به من مسيرات تضامنية وفعاليات احتجاجية أمام المقرات الحكومية ومجالس الهيئات والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية في بلدان إقامتكم وتواجدكم، مع قضية شعبكم العادلة، والتي تجسدون من خلالها روح الترابط والانتماء الوطني لخيار شعبكم في النضال السلمي لتحرير أرض الجنوب من همجية الاحتلال اليمني المتخلف، واستعادة دولته المستقلة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة، والتي كانت حتى عام 1990 من أهم الدول المستقلة وذات السيادة، في منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية، دولة لها مكانتها السياسية والدبلوماسية في المحافل الدولية، ولها عضويتها الرسمية وحضورها الفاعل في الأسرة الدولية (الأمم المتحدة) وفي جامعة الدول العربية وفي معظم الهيئات والمنظمات العالمية..
أيها الاخوة الجنوبيون الأحرار.
أننا في الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب، نحيي فيكم الروح النضالية ونشيد بمستوى دعمكم المادي والمعنوي لقوى الحراك السلمي الجنوبي، الصامدة بكل شموخ في ميادين ساحات التضحية والاستبسال وفي مواجهة آلة القمع والبطش لجحافل أجهزة الأمن لنظام الاحتلال اليمني، ونعاهدكم بأصالة القيم المبدئية لشعب الجنوب، بأننا على درب تضحيات الشهداء ودماء الجرحى وعذابات المعتقلين سنواصل النضال دونما هوادة أو تراجع، حتى تتحقق أهداف قضية شعبنا كاملة وأهمها (التحرير والاستقلال واستعادة الدولة)، كما نؤكد لكم بأننا مع وحدة الصف الجنوبي ومع وحدة قيادته مكوناته السياسية برئاسة المناضل علي سالم البيض الرئيس الشرعي لدولة الجنوب، باعتباره الرئيس المخلص والصادق سياسيا وأخلاقيا في مواقفه الراعية والداعمة لمعنويات النضال الميداني، والمصمم مع جماهير شعبنا على خيارها الحاسم في التحرير والاستقلال. وفي نفس الوقت نكن مشاعر التقدير والاحترام لكل قيادات الجنوب المؤمنة والداعمة لهذا الخيار التحرري بدون استثناء.
أيها الزملاء الكرام.
أنكم بكل تأكيد تتابعون بقلق ما تمر به قضيتنا جميعا من مخاطر ومؤامرات، والتي بفضل الله وبفضل صمود وتضحيات أبناء شعبنا العظيم، فشلت وانتكست مخططاتها الرامية لإجهاض ثورتنا والالتفاف على مطالب شعبنا السياسية، وذلك بما تبذله سلطة النهب والفساد اليمني، من محاولات يائسة باستنساخ التسميات الهلامية لبعض الهيئات والمكونات، واصطياد الشخصيات ضعيفة النفوس والموالية للزعامات القبلية والعسكرية في الجمهورية العربية اليمنية، وحلفائها ؟!. والتي لن تكون مؤامرة استدراج الحراك السلمي الجنوبي إلى ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني المزعوم آخرها أو نهاية تلك المحاولات الهزلية..
وفي ظل هذه الأوضاع والمستجدات .. وما تحيكه مراكز القوى الاستعمارية في اليمن وخارجها من مؤامرات ضد قضيتنا العادلة، فأنه يحق لنا ومن واقع الشعور العالي بالمسئولية التاريخية الملقاة على عاتقنا نحن في الداخل وأنتم في الخارج، هو التأكيد الراسخ والإصرار القاطع على تصعيد نضالنا السلمي والاستجابة الطوعية بتنفيذ كل الخيارات المشروعة، التي تقرها وتجمع عليها جماهير شعبنا ونخبه السياسية وقيادته الشرعية، في سبيل تحرير أرضنا وانتزاع حقوقنا السياسية في السيادة والكرامة مهما كلفنا ذلك من تضحيات.
أيها الشباب والطلاب الجنوبيون الأبطال في الخارج.
أن اخوانكم في الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب بالداخل، يتوجهون إليكم بهذا الندى العاجل، وذلك بدعوتكم وحثكم على ضرورة وسرعة تشكيل فروع للحركة الشبابية والطلابية في مناطق إقامتكم ومرافق عملكم ويحسب الظروف المناسبة لخصوصية واقعكم السياسي والاجتماعي. والتواصل معنا لموافاتكم بملاحظاتكم على مشروع النظام الاساسي والارشادات والتقارير المتعلقة بنشاط الحركة وتوثيق جهودكم في مسيرة حياتنا الكفاحية.
وللتواصل نرجو تكرمكم بمراسلة قيادة الحركة على الاميل waddah211@hotmail.com ,alhrekeh@gmail.com
وعليه: نجدد العهد لكم ولشعبنا وحركتنا الشبابية والطلابية على عزيمة النضال وثقتنا بمدى دعمكم ورعايتكم لأسر شهدائنا وعلاج جرحانا، وبكم وبتضحياتكم حتما ويقينا سيكون موعدنا مع تباشير نصرنا المبين قريبا بمشيئة الله.. وتقبلوا خالص تحياتنا .
اخوكم رئيس الحركة الشبابية والطلابية السلمية لتحرير واستقلال الجنوب
وضاح نصر عبيد الحالمي
بتاريخ24-12-2012م