البعد الثقافي والأدبي اللحجي يتميز عن المناطق الأخرى من الجنوب العربي , وأن لحجاً تعد من اقدم الكيانات السياسية في جنوب الجزيرة العربية بعد أن تخلصت من حكم الائمه الزيدية في اليمن منذو أوائل القرن الثامن عشر الميلادي .
وكان للحج التميز في الجانب الأدبي والشعر منه خاصة , وقد قيل من الشعر في السلف التي نظمت بدرجة الوطنية والعزة والكرامة بذكرهم لحج الوطن , ولحج احتظنت ابناء اليمن النازحين اليها انذاك ولا تزال من الظلم والجهل والفقر .
وقد جاء في قصيدة نشوان بن سعيد الحميري المتوفي 573هـ منقول عن ما قاله زيد بن كهلان بأن أمر ابنه عمر الموجود في (( مدين )) شعيب و ما حولها , فأمر بالسمع والطاعه , ودفع الأتاوه وقال هذه الأبيات :
لعمر ابن زيد من أبية وعمه
ألوك من الأحياء من أهل مدين
بطاعة عمراً وتسليم خراجهم
اليه خيراً من سر وعلن
وإلا فأول الخيل تغيط مديناً
وتسرح آخرها بلحج وأبين
أما الشاعر التكريتي قال عن لحج :
تقول عيس وقد أوفيت مبتهلاً
لحجاً وبانت الأعلام من عدن
أمنتهى الأرض يا هذا تريد بنا
فقلت لا ولكن منتهى اليمن
وهذا الشاعر عمرو بن معدي قال :
هم قتلوا عزيزاً يوم لحج
علقمة بن سعد يوم نجد
وهذا الشاعر قيس ابن مكشوح المرادي قال :
وأعمامي فوارس يوم لحج
ومد لحج إن شكوت ويوم شام
ناهيك كما كتب نثراً عن لحج قديماً وحديثاً في البعد التاريخي للحج حيث قيل : أن لحجاً قد تعاقبتها دولاً على مراكز منذو ثمانية ألف عام . وأشار بعض المؤرخين عن مدن سادت ثم بادت في لحج مثل دولة (( صبرم)) في بلاد العزيبة أحد ضواحي لحج , قد عرفها المكتشفون الألمان في العام 1996م مدينى الزجاج .
وكما ذكرها السلف في أشعارهم ونثرهم ذكرها الخلف كذلك في أشعارهم فهذا الأديب والفنان و المؤرخ / أحمد فضل بن علي محسن العبدلي في أحد قصائدة الوطنية تغنى بوادي تبن , هذا الوادي الشريان الحيوي لمدينة الحوطة و ضواحيها من مديرية تبن حيث قال :
سل لنا لبناً وشهداً
أيها الوادي تبن
أننا ابناؤك الجند
الذي تحمي الوطن
*********************
يا بني الأوطان هيا
أحملوا معنا السلاح
إنما العجز لأهل السيف
في يوم الكفاح
*********************
نحن بالحق جبينا
بالقلوب لواء وطنا
كلنا العز نحمل
السيف والفخر لنا
*********************
إيه لحج وطننا
أفبلي الروح فدى
نحن بروح نفد
يك ونكفيك العدى
*********************
هذا الى ان قال في نفس القصيد من الأبيات نوردها :
نحن لا نخشى من الموت
و لا لحد القبور
سوف نحمي الأهل
والأرض وربات الخدور
*********************
إيه شبان العبادل
إيه ابناء البلاد
لا جرى الوادي ولا
كنتم إذا عز المراد
وهذا الشاعر الأستاذ / عبدالله هادي سبيت , قال في خمسينات القرن الماضي عام 1955م وبمناسبة عودة البعثه اللحجية التعليمية من مصر :
يا لحج هذه صباباتي يقطعها
عودي لينشر افكاري وارائي
قد عشت فيك بوجداني
و من ألم إني أعيش فيك بقلب النازح التائي
يا لحج هذه كنوز الأرض قد دفنت
في التراب ولكن لقوم غير الفائي
هذي يد الغير قد مدت
لتنهبها كأننا اليوم من غير أحيائي
يا لحج ماذا جنينا غير أن لنا
كرامة لم تهن يوماً لإغرائي
وهنا الكثير من التغني بلحج كوطن , بلد عرف بخصوبة أرضه وخضرته وثماره وشعبه االمثقف المتحضر المتعلم واكب كل التطورات الحضارية في البلاد العربية والإجنبية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق